amr sarhan - المدير العام للمنتدى -
الْمَشِارَكِات : 2623 بلدى : الجنس : مزاجى : الْنِّقَاط : 19233138 فريقى: : الأوسمه :
مجموع الاوسمه:6
| موضوع: حرب المياه بين العرب واسرائيل الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:53 pm | |
| | حرب المياه بين العرب واسرائيل |
* 1/6/2006 | ليسمح لنا القارئ أن نستطرد في هذا الفصل في سرد الوقائع التاريخية حول جذور قضية المياه مع الحركة الصهيونية لنتعرف على علاقتها بالفكر الصهيوني، ونظرته إلى الحدود الآمنة، ومسألة علاقة المياه بحدود فلسطين منذ وقت مبكر، ودور الاستعمار الغربي في ربط قضية مصادر المياه العربية بالمشروع الصهيوني بإقامة الوطن القومي لليهود، ثم كيف طرحت المشاريع المتعددة الأمريكية والصهيونية بشأن المياه وموقف العرب منها ومواكبتها لخطوات الحركة الصهيونية في إقامة الكيان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، والتمهيد لها قبل ذلك بعشرات السنين. كانت المسألة المائية قضية أساسية واكبت الحركة الصهيونية منذ نشأتها، فمفهوم الحدود الآمنة تدخل فيها منابع المياه في المنطقة وأساساً نهر الأردن ونهر اليرموك ومياه جبل الشيخ ونهر الليطاني. ففي عام 1867نظمت مؤسسة استكشاف فلسطين البعثة الصهيونية الأولى المكونة من مهندسين لتقييم الموارد المائية في المنطقة، ووضعت اللجنة في تقريرها مياه نهري الأردن والليطاني في اعتبارها وفي فترة 1899-1901 قام مهندس سويسري اعتنق الديانة اليهودية ويدعى إبراهام بوكات بتقديم مشروع إلى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتز ينص على ما يلي:" إن أرض إسرائيل المقترحة يمكن أن تكون خصبة جداً باستخدام مشروع طاقة وري ضخم، وذلك باستقدام مياه نهري الليطاني والأردن إلى الجليل لري أرض إسرائيل الموعودة ، وتزويد مدينة القدس والمدن الأخرى بالمياه". لقد كان الاعتقاد بأن الحركة الصهيونية لم تستقر على منطقة معينة لتكون الوطن القومي لليهود قبل الحرب العالمية الأولى، وأن ذلك قد تم من خلال وعد بلفور عام 1917. وتثبت الوثائق التاريخية والوقائع الاستيطانية أنها قد حددت فلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897وربما قبل ذلك، وخطط كذلك ومنذ وقت مبكر بأن المياه هي الأساس لقيام ذلك الوطن ومصادر المياه العربية هي الحدود لأرض الميعاد، وأن طرح مشاريع الوطن القومي في غير منطقة في العالم كان فقط بديلاً في حالة أن الظروف لم تسمح بقيام هذا الوطن في فلسطين، فقد قال هرتزل: "إن المؤسسين الحقيقيين للأرض الجديدة القديمة هم مهندسو المياه"(ذكر ذلك في روايته الأرض القديمة-الجديدة). وتمضي الوقائع التاريخية لتؤكد ذلك. فقد أدرك زعماء الحركة الصهيونية منذ وقت مبكر أهمية المياه لإنشاء دولتهم في فلسطين حيث تفاوض هرتزل مع اللورد البريطاني كرومر عام 1903 لتحويل مياه النيل إلى صحراء سيناء لتوطين المهاجرين اليهود فيها. وفي عام 1905قام المهندس العالمي ديلبوس بدراسة حوض نهر الأردن، وتوصل إلى نتيجة مهمة، وهي أن مياه نهر الأردن لا تكفي حاجات إسرائيل من المياه على المدى البعيد ، واقترح تحويل مياه نهر الليطاني اللبناني أو الحاصباني أحد منابع نهر الأردن إلى الأراضي الفلسطينية. وبعد الحرب العالمية الأولى، وأثناء مؤتمر السلام في باريس عام 1919 قدمت الحركة الصهيونية مذكرة إلى المؤتمر طالبت فيها بربط فكرة إنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين بالهجرة اليهودية والمياه، وأكدت المذكرة ضرورة تلازم حدود الدولة العبرية مستقبلا مع مصادر المياه. وأثناء تقسيم بلاد المشرق العربي ضمن اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 طلب ممثل الحركة الصهيونية من البريطانيين أن يدخلوا نهر الأردن ونهر الليطاني ضمن حدود فلسطين. لقد استندت تلك الأفكار إلى أول دراسة صهيونية تفصيلية عن الأرض والمياه في المنطقة ضمن حدود مشروع إسرائيل الكبرى أعدها الحاخام إيزاكس في مطلع القرن العشرين، ولم تنشر قبل عام 1917، وأهم ما يميز الخريطة المرفقة بها، والتي باتت مشهورة بخريطة إيزاكس، هي الدقة في رسم حدود معلومة تشمل فلسطين كاملة والأردن، بما في ذلك العاصمة عمان، والمدن، والجزء الجنوبي من لبنان، والجزء الجنوبي لسوريا مع التأكيد على جبل الشيخ وسهل حوران ، وقد استثنيت مصر من الخريطة بحكم وجود حدود دولية لها آنذاك أما مصادر الموارد المائية في المنطقة فتقع جميعها ضمن تلك الخريطة، وقد قدمت هذه الخريطة إلى مؤتمر السلام الذي اشرنا إليه. إن تلك المطالب الصهيونية قد وجدت استجابة من الانتدابين البريطاني والفرنسي، فقد نص اتفاق الانتداب البريطاني والفرنسي لسوريا وفلسطين على رسم الحدود بين سوريا ولبنان وفلسطين، بحيث وضع في الاعتبار الحدود التي كانت تطالب بها الحركة الصهيونية، فتنشأ الشبكة الهيدرولولجية في شمال حوض الأردن، المتضمن منابع نهر الدان وبحيرة الحولة في مجموعها، والأجزاء القابلة للاستغلال، أي المنحدرات الضعيفة لنهري الحاصباني وبانياس، ويتخذ مسار الحدود في الموقع شكل حدوة الحصان، ويمتد لمسافة تتراوح بين 50 إلى 150 متراً على ضفتي نهر الدان وبحيرة طبرية أو الحدود التي قررتها دولتا الانتداب بين فلسطين وإمارة شرق الأردن التي خلقها البريطانيون عام 1922 والتي تحاذي نهر الأردن بين اليرموك والبحر الميت. إن هذا الطرح المبكر من قبل الحركة الصهيونية يدل على أن الفكر الاستراتيجي كان يتوفر لدى قادتها، وأن الحركة الصهيونية بزعامة الوكالة اليهودية والصندوق القومي اليهودي قد بدأت منذ العشرينيات من القرن العشرين ببناء الوقائع على الأرض في فلسطين تمهيداً لإقامة الكيان سواء كان ذلك في مسألة المياه أو الهجرة والاستيطان، أو مشروع الجامعة العبرية، أنه حتى لو اتفقنا على أن الحركة الصهيونية كانت تتمتع ببعد نظر، وفكر استراتيجي، وقدرة على العمل المنظم فإن كل ذلك لا يمكن أن يحقق لها نتائج كما أرادتها أو خططت لها من دون وجود الظروف المهيأة لمثل ذلك العمل والنشاط في فترة ما بين الحربين العالميتين، وبخاصة في ظل الانتداب والاستعمار الذي كان مسيطراً على الأقطار العربية،ودعم الدول الغربية وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948 حتى الآن. لقد كانت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى هي مرحلة التسوية والمفاوضات لرسم الحدود بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني قبل فرض الانتداب والتي انتهت باتفاقية الحدود التي وقعت في نهاية عام 1920، وقد كانت المياه في فلسطين قضية أساسية في المفاوضات بين عواصم الانتداب والحركة الصهيونية بشأن الحدود، وفي ما يلي جزء من رسالة كتبها الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان إلى اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا في 30/10/1920، أي قبل توقيع اتفاقية الحدود بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني بشهرين يقول فيها: "أعتقدت من رسالة سيادتكم بأنني ربما لم أكن قد أوضحت بشكل كاف استحالة حماية حقوقنا بالانتفاع من مياه نهر الأردن الأعلى واليرموك من خلال أي تدبير مسبق لا يأخذ في الأعتبار تضمين هذه المياه داخل الحدود الإقليمية لفلسطين.. أنا واثق من أن سيادتكم تدركون الأهمية القصوى لمياه نهر الليطاني بالنسبة إلى فلسطين، فمياه كلا النهرين لا تكفي حاجتها، والصيف في فلسطين جاف جداً، والتبخر سريع وكثيف، وري الجليل الأعلى والطاقة المطلوبة حتى لحياة اقتصادية محدودة يجب أن يتوافرا من نهر الليطاني، إن الخبراء متفقون على أن الليطاني له فائدة قليلة للبنان الذي يملك وفرة من المياه، أما إذا فصلت فلسطين عن الليطاني ونهر الأردن الأعلى واليرموك عن الشاطئ الشرقي للجليل فليس بإمكانها أن تكون مستقلة اقتصادياً". وبناء على تبادل المصالح بين الانتدابين، الفرنسي والبريطاني رسمت الحدود في المنطقة ووقعت الاتفاقية في كان الأول/ ديسمبر 1920، وجاءت المادة الثامنة من الاتفاقية بشأن المياه كما يلي: "تقوم الإدارة في كل من سوريا وفلسطين خلال ستة أشهر بعد توقيع هذه الاتفاقية بتعيين خبراء للعمل معاً على دراسة استغلال مياه الأردن الأعلى واليرموك، الواقعة تحت الانتداب الفرنسي". هكذا أضفى الانتداب شرعية قانونية على تحرك الحركة الصهيونية لبناء الوطن القومي لليهود في فلسطين، وسرقة المياه العربية ، وكان المظلة التي وفرت الحماية لتلك المشاريع وتنفيذها على الأرض ، وجرى تعديل على حدود فلسطين من قبل لجنة سميت لجنة نيو كامب، وهي لجنة فنية تألفت بموجب المادة الثانية من معاهدة باريس 1920، وقامت بدراسة ميدانية وعدلت الحدود ، وبموجب التعديل لتوازن المصالح أعادت بريطانيا جزءاً من الجولان إلى النفوذ الفرنسي في مقابل حصول الانتداب البريطاني على منطقة الموصل في شمال العراق وفي عام 1923وقعت اتفاقية بريطانية –فرنسية بشأن الحدود، ونالت موافقة عصبة الأمم عام 1943 ،واستمر العمل باتفاقية عام 1923حتى نهاية الانتداب الفرنسي والبريطاني ، وقيام دولة "إسرائيل". عام 1948وبعدما تم الاتفاق بشأن حدود فلسطين ، وبمعرفة الحركة الصهيونية وموافقتها بدأت هذه الحركة تنفيذ مشروعاتها، والتخطيط المبكر لإقامة الوطن القومي لليهود وذلك ببناء الوقائع على الأرض والمؤسسات حتى يحين الوقت لإقامة ذلك الكيان، والأمر يتطلب الأموال والهجرة ، والاستيطان، وضمان المياه، وحماية الدول الغربية وقد تأمن ذلك كله للحركة الصهيونية التي لا نقلل من أهمية نشاطها وإمكانياتها في التخطيط والتطبيق كعامل أساسي في تحقيق الحلم الصهيوني. وجاء مشروع روتنبرغ لتوليد الطاقة الكهربائية على نهر اليرموك ليكون البداية للسيطرة على المياه العربية، تلاه مشروع (هايس لوذر ميلك) الأمريكي عام 1938 الذي يتلخص بشق قناة من البحر المتوسط قرب حيفا تتجة شرقا لتصب في البحر الميت ، والاستيلاء على مياه نهر الأردن وروافده وتجفيف بحيرة الحولة، والاستيلاء على مياه نهر الليطاني. |
|
| |
|
belo _لاعب مجتهد_
الْمَشِارَكِات : 34 بلدى : الجنس : مزاجى : الْنِّقَاط : 106752 فريقى: :
| موضوع: رد: حرب المياه بين العرب واسرائيل الأربعاء 13 أبريل 2011, 1:39 pm | |
| | |
|