[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعد تأهل منتخبين آسيويين إلى الدور الثاني لكأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا من أصل أربعة منتخبات تأهلت للمشاركة في النهائيات، كان لابد من التوقف عند الإنجاز الذي حققته الكرة الآسيوية عبر سفيريها المتبقيين، كوريا الجنوبية واليابان.
وقد جاء تأهل كل من كوريا الجنوبية واليابان على حساب اليونان والدنمارك توالياً، علماً أن الأخيرين كانا قد فازا سابقاً بلقب بطل كأس أمم أوروبا.
وإذا كان الجميع يعلم أن كرة القدم الكورية الجنوبية تتمتع بسمعةً طيبة على الصعيد العالمي نظراً لبلوغ منتخبها نصف نهائي كأس العالم 2002، فإن اليابان التي لم يكن أحد يعتقد أن باستطاعتها التأهل عن هذه المجموعة الصعبة تمكنت من استيلاد المفاجآت دون كلل خصوصاً بعد طرحها أرضاً كل من الكاميرون والدنمارك، بالرغم من أن المراقبين كانوا قد اعتبروا أن كتيبة الساموراي لا تملك المقومات والأسلحة الكافية للعبور إلى الدور الثاني.
وبتأهل اليابان وكوريا الجنوبية، فاح عطر روح الشرق الأقصى وانتشر شذاه في جميع أنحاء جنوب أفريقيا حيث أصبح الجميع يتحدث عن المستوى الجيد للكرة الآسيوية و"نوعية كرة القدم" التي قدماها. ومن أبرز هذه الخصائص الكروية المزج بين المتعة والانضباط والروح القتالية العالية واللعب الجماعي، فكل فرد يلعب من أجل الآخرين إذ عندما يهاجم المنتخب، يهاجم جميع لاعبيه وعندما ينتقل لحالة الدفاع ينبري الجميع للدفاع.
اندفاع وتناغم وحماس وتنظيم، كلها صفات أعطت لاعبي منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية المزيد من الثقة بالنفس، مما جعلهم الأخطر في تنفيذ الضربات الحرة الثابتة وذلك بعد تسجيل كوريا الجنوبية ثلاثةً من أهدافها الخمسة إثر ضربات حرة وتسجيل اليابان هدفين من أصل أربعة بالطريقة ذاتها.
هي رياح التغيير التي هبت من الشرق الأقصى لتعصف بكأس العالم وتعطي للحفل الكروي العالمي رونقاً مميزاً وجميلا ًخصوصاً بعدما فقدت المنتخبات الأوروبية هيبتها مع تذبذب مستوى كل من ألمانيا وإسبانيا وخروج منتخب إيطاليا حامل اللقب ووصيفه الفرنسي.
وها هي كرة القدم تعود لما كانت عليه دوماً: لعبةً بسيطةً وجميلةً.