منتدى عشاق البرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
<div style="background-color: #d90b0b;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>

 

 ولا تنسى نصيبك من الدنيا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الجزائري الحر
_لاعب جديد_
_لاعب جديد_
الجزائري الحر


الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 10
بلدى بلدى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 1alger10
الجنس : ذكر
مزاجى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 110
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 102570
فريقى: : مانشستر

ولا تنسى نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: ولا تنسى نصيبك من الدنيا   ولا تنسى نصيبك من الدنيا Icon_minitimeالجمعة 07 مايو 2010, 12:58 pm

تأملت أحوال الصوفية و الزهاد ، فرأيت أكثرها منحرفاً عن الشريعة ، بين جهل بالشرع ، و ابتداع بالرأي . يستدلون بآيات لا يفهمون ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة ثم سمعوا في الحديث : للدنيا أهون على معناها ، و بأحاديث لها أسباب ، و جمهورها لا يثبت .
فمن ذلك ، أنهم سمعوا في القرآن العزيز : و الله من شاة ميتة ، على أهلها فبالغوا في هجرها من غير بحث عن حقيقتها .
و ذلك أنه ما لم يعرف حقيقه الشيء فلا يجوز أن يمدح و لا أن يذم .
فإذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذه الأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق ، تخرج منها أقواتهم ، و يدفن فيها أمواتهم .
و مثل هذا لا يذم لموضع المصلحة فيه و رأينا ما عليها من ماء ، و زرع ، و حيوان ، كله لمصالح الآدمي ، و فيه حفظ لسبب بقائه . و رأينا بقاء الآدمي سبباً لمعرفة ربه ، و طاعته إياه ، و خدمته ، و ما كان سبباً لبقاء العارف العابد ، يمدح و لا يذم ، فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل ، أو العاصي في الدنيا ، فإنه إذا اقتنى المال المباح ، و أدى زكاته ، لم يلم .
فقد علم ما خلف الزبير ، و ابن عوف و غيرهما ، و بلغت صدقة علي ـ رضي الله عنه ـ أربعين ألفاً . و خلفت ابن مسعود تسعين ألفاً ، و كان الليث ابن سعد يشتغل كل سنة عشرين ألفاً ، و كان سفيان يتجر بمال ، و كان ابن مهدي يشتغل كل سنة ألفى دينار .
و إن أكثر من النكاح و السراري ، كان ممدوحاً لا مذموماً فقد كان للنبي صلى الله عليه و سلم زوجات ، و سراري . و جمهور الصحابة ، كانوا على الإكثار من ذلك . و كان لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أربع حرائر ، و تسع عشرة أمة . و تزوج ولده الحسن ، نحواً من أربعمائة .
فإن طلب التزوج للأولاد ، فهو الغاية في التعبد ، و إن أراد التلذذ فمباح ، يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى ، من إعفاف نفسه و المرأة ، إلى غير ذلك . و قد أنفق موسى ـ عليه السلام ـ من عمره الشريف عشر سنين في مهر بنت شعيب .
فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء ، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه و قد قال ابن عباس رضي الله عنهما : [ خيار هذه الأمة أكثرها نساء ] .
و كان يطأ جارية له ، و ينزل في أخرى . و قالت سرية الربيع بن خيثم : كان الربيع يعزل . و أما المطعم ، فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل ، و حق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله .
و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم ، يأكل ما وجد اللحم أكله و يأكل لحم الدجاج ، و أحب الأشياء إليه الحلوى و العسل ، و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح . و جيء علي رضي الله عنه بفالوذج فأكل منه ، و قال : [ ما هذا ] ؟ قالوا : يوم النوروز ، فقال : [ نوروزنا كل يوم ] .
و إنما يكره الأكل فوق الشبع ، و اللبس على وجه الاختيال و البطر .
و قد اقتنع أقوام بالدون من ذلك ، لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد ، و إلا فقد لبس النبي صلى الله عليه و سلم حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً . وكان لتميم الداري حلة اشتريت بألف درهم ، يصلي فيها بالليل .
فجاء أقوام ، فأظهروا التزهد ، و ابتكروا طريقة زينها لهم الهوى ، ثم تطلبوا لها الدليل .
و إنمان ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها . ثم انقسموا :
فمنهم ، متصنع في الظاهر ، لبث الشري في الباطن ، يتناول في خلواته الشهوات ، و ينعكف على اللذات . و يري الناس بزيه أنه متصوف متزهد ، و ما تزهد إلا القميص ، و إذا نظر إلى أحواله فعنده كبر فرعون .
و منهم : سليم الباطن ، إلا أنه في الشرع جاهل .
و منهم : من تصدر ، و صنف ، فاقتدى به الجاهلون في هذه الطريقة ، و كانوا كعمي اتبعوا أعمى .
و لو أنهم تلمحوا الأمر الأول ، الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم ، لما زلوا .
و لقد كان جماعة من المحققين ،لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة ، بل يوسعونه لوما .
فنقل عن أحمد أنه قال له المروذي : ما تقول في النكاح ؟ فقال : [ سنة النبي صلى الله عليه و سلم ] . فقال : فقد قال إبراهيم . قال : فصاح بي و قال : جئتنا ببنيات الطريق ؟ و قيل له : إفي سريا السقطي قال : لما خلق الله تعالى الحروف ، و قف الألف و سجدت الباء ، فقال : نفروا الناس عنه .
و اعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم ، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أتظن أنا نظن أن طلحة و الزبير ، كانا على الباطل ؟ فقال له : [ إن الحق لا يعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله ] .
و لعمري أنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام ، فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله ، لتعظيمهم في نفسه . كما ينقل عن أبي يزيد رضي الله عنه ، أنه قال : [ تراعنت علي نفسي فحلفت لا أشرب الماء سنة ] . و هذا إذا صح عنه ، كان خطأ قبيحاً . و زلة فاحشة ، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ، و لا يقوم مقامه شيء . فإذا لم يشرب فقد سعى في أذى بدنه . و قد كان يستعذب الماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم . أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له ، و أنه لا يجوز التصرف فيها إلا عن إذن مالكها .
و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية ، أنه قال : [ سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً ، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض و لا أرفعها ، و كان علي مسح ، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني ] .
و أمثال هذا كثير ، و ربما حملها القصاص على الكرامات ، و عظموها عند العوام ، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي ، و أحمد .
و لعمري ، إن هذا من أعظم الذنوب أقبح العيوب ، لأن الله تعالى قال و لا تقتلوا أنفسكم .
و قال النبي عليه الصلاة و السلام : إن لنفسك عليك حقاً . و قد طلب أبو بكر رضي الله عنه ، في طريق الهجرة للنبي صلى الله عليه و سلم ، ظلا ، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها .
و قد نقل عن قدماء هذه الأمة بدايات هذا التفريط ، و كان سببه من وجهين : أحدهما : الجهل بالعلم ، و الثاني : قرب العهد بالرهبانية .
و قد كان الحسن يعيب فرقد السبخي ، و مالك بن دينار ، في زهدهما فرأى عنده طعام فيه لحم ، فقال: [ لا رغيفي مالك ، و لا صحنا فرقد ] . و رأى على فرقد كساء ، فقال : [ يا فرقد إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية ] .
وكم قد زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء و هو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال ، و أن الله تعالى لا يجرب عليه . فربما سمعه جاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق ، فصار للقائل نصيب من إثمه . و كم يروون عن ذي النون : أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته ، و ينسون الأحاديث الصحاح : لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم .
و كم ينقلون : أن أقواماً مشوا على الماء ، و قد قال إبراهيم الحربي : [ لا يصح أن أحداً مشى على الماء قط ] . فإذا سمعوا هذا قالوا : أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين ؟
فنقول : لسنا من المنكرين لها ، بل نتبع ما صح ، و الصالحون هم الذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم .
و في الحديث : إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم .
و كم يحثون على الفقر حتى حملوا خلقاً على إخراج أموالهم ، ثم آل بهم الأمر إما إلى التسخط عند الحاجة ، و إما إلى التعرض بسؤال الناس . و كم تأذى مسلم بأمرهم الناس بالتقلل ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ثلث طعام ، و ثلث شراب ، و ثلث نفس . فما قنعوا حتى أمروا بالمبالغة في التقلل .
فحكى أبو طالب المكي في [ قوت القلوب ] : أن فيهم من كان يزن قوته بكربة رطبة ، ففي كل ليلة يذهب من رطوبتها قليل ، و كنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا ، فضاق المعي و أوجب ذلك ، مرض سنين .
أفترى هذا شيئاً تقتضيه الحكمة ، أو ندب إليه الشرع ؟
و إنما مطية الأدمي قواه ، فإذا سعى في تقليلها ، ضعف عن العبادة . فإنا لو دخلنا ديار الروم ، فوجدنا أثمان الخمور و أجرة الفجور ، كان لنا حلالاً بوصف الغنيمة .
أفتريد حلالاً ، على معني أن الحبة من الذهب لم تنتقل مذ خرجت من المعدن ، على وجه لا يجوز ؟
فهذا شيء لم ينظر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم . أو ليس قد سمعت أن الصدقة عليه حرام ، فلما تصدق على بريرة بلحم فأهدته ، جاز له آكل تلك العين لتغير الوصف . و قد قال أحمد بن حنبل [ أكره التقلل من الطعام ، فإن أقواماً ما فعلوه فعجزوا عن الفرائض ] . و هذا صحيح . فإن المتقلل لا يزال يتقلل إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض ، ثم يعجز عن مباشرة أهله و إعفافهم ، و عن بذل القوى في الكسب لهم ، و عن فعل خير قد كان يفعله .
و لا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث التي تحث على الجوع ، فإن المراد بها إما الحث على الصوم و إما النهي عن مقاومة الشبع . فأما تنقيص المطعم على الدوام ، فمؤثر في القوى ، فلا يجوز .
ثم في هؤلاء المذمومين من يرى هجر اللحم ، و النبي صلى الله عليه و سلم كان يود أن يأكله كل يوم .
و اسمع مني بلا محاباة : لا تحتجن علي بأسماء الرجال ، فتقول : قال بشر ، و قال إبراهيم بن أدهم ، فإن من احتج بالرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة . على أن لأفعال أولئك وجوهاً نحملها عليهم بحسن الظن . و لقد ذاكرت بعض مشايخنا ما يروى عن جماعة من السادات ، أنهم دفنوا كتبهم فقلت له : ما وجه هذا ؟ فقال : أحسن ما نقول أن نسكت ، يشير إلى أن هذا جهل من فاعله . و تأولت أنا لهم ، فقلت : لعل ما دفنوا من كتبهم ، فيه شيء من الرأي ، فما رأوا أن يعمل الناس به .
و لقد روينا في الحديث ، عن أحمد بن أبي الحواري : أنه أخذ كتبه فرمى بها في البحر ، و قال : [ نعم الدليل كنت ! و لا حاجة لنا إلى الدليل بعد الوصول إلى المدلول ] .
و هذا ـ إذا أحسنا به الظن ـ قلنا : كان فيها من كلامهم ما لا يرتضيه . فأما إذا كانت علوماً صحيحة ، كان هذا من أفحش الإضاعة ، و أنا و إن تأولت لهم هذا ، فهو تأويل صحيح في حق العلماء منهم ، لأنا قد روينا عن سفيان الثوري : أنه قد أوصى بدفن كتبه ، و كان ندم على أشياء كتبها ، عن قوم ، و قال : حملني شهوة الحديث ـ و هذا لأنه كان يكتب عن الضعفاء و المتروكين ، فكأنه لما عسر عليه التمييز أوصى بدفن الكل .
و كذلك من كان له رأي من كلامه ثم رجع عنه ، جاز أن يدفن الكتب التي فيها ذلك ، فهذا وجه التأويل للعلماء .
فأما المتزهدون ، الذين رأوا صورة فعل العلماء ، و دفنوا كتباً صالحة لئلا تشغلهم عن التعبد ، فإنه جهل منهم ، لأنهم شرعوا في إطفاء مصباح يضيء لهم ، مع الإقدام على تضييع مال لا يحل تضييعه .
و من جملة من عمل بواقعه في دفن كتب العلم ، يوسف بن أسباط ، ثم لم يصبر عن التحديث فخلط ، فعد في الضعفاء .
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر الشامي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : حدثنا يوسف بن أحمد ، قال : حدثنا محمد ابن عمرو العقيلي قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : أخبرنا أحمد بن خالد الخلال . قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قلت ليوسف بن أسباط : كيف صنعت بكتبك ؟ قال : [ جئت إلى الجزيرة ، فلما نضب الماء دفنتها عليها ، فذهبت ] .
قلت : ما حملك على ذلك ؟ قال : [ أردت أن يكون الهم هماً واحداً ] .
قال العقيلي : و حدثني آدم ، قال : سمعت البخاري قال : قال صدقة : [ دفن يوسف بن أسباط كتبه ، و كان يغلب عليه الوهم فلا يجيء كما ينيغي ] .
قال المؤلف : قلت : الظاهر أن هذه كتب علم ينفع ، و لكن قلة العلم أوجبت هذا التفريط ، الذي قصد به الخير ، و هو شر . فلو كانت كتبه من جنس كتب الثوري ، فإن فيها ، عن ضعفاء و لم يصح له التمييز ، قرب الحال . إنما تعليله يجمع الهم هو الدليل على أنها ليست كذلك ، فانظر إلى قلة العلم ، ماذا تؤثر مع أهل الخير .
و لقد بلغنا في الحديث عن بعض من نعظمه ، و نزوره ، أنه كان على شاطئ دجلة ، فبال ثم تيمم ، فقيل له : الماء قريب منك ، فقال : خفت ألا أبلغه ! !
و هذا و إن كان يدل على قصر الأمل ، إلا أن الفقهاء إذا سمعوا عنه مثل هذا الحديث تلاعبوا به ، من جهة أن التيمم ، إنما يصح عند عدم الماء . فإذا كان الماء موجوداً كان تحريك اليدين بالتيمم عبثاً . و ليس من ضروري وجود الماء أن يكون إلى جانب المحدث ، بل لو كان على أزرع كثيرة ، كان موجوداً فلا فعل للتيمم و لا أثر حينئذ . و من تأمل هذه الأشياء ، علم أن فقيهاً واحداً ـ و إن قل أتباعه و خفت إذا مات أشياعه ـ أفضل من ألوف تتمسح العوام بهم تبركاً ، و يشيع جنائزهم ما لا يحصى . و هل الناس إلا صاحب أثر نتبعه ، أو فقيه يفهم مراد الشرع و يفتي به ؟ نعوذ بالله من الجهل ، و تعظيم الأسلاف تقليداً لهم بغير دليل ! فإن من ورد المشرب الأول ، رأى سائر المشارب كدرة .
و المحنة العظمى مدائح العوام ، فكم غرت ... ! ! كما قال علي رضي الله عنه : [ ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً ] . و لقد رأينا و سمعنا من العوام ، أنهم يمدحون الشخص ، فيقولون : لا ينام الليل ، و لا يفطر النهار ، و لا يعرف زوجة ، و لا يذوق من شهوات الدنيا شيئاً ، قد نحل جسمه ، و دق عظمه حتى أنه يصلي قاعداً ، فهو خير من العلماء الذين يأكلون و يتمتعون . ذلك مبلغهم من العلم ، و لو [ فقهوا ] علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ، و يخبر بشريعته ، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله تعالى خيراً و أفضل من عباده ذلك العابد باقي عمره . و قد قال ابن عباس رضي الله عنه : [ فقيه واحد ، أشد على إبليس من ألف عابد ] .
و من سمع هذا الكلام فلا يظنن أنني أمدح من لا يعمل بعلمه . و إنما أمدح العاملين بالعم ، و هم أعلم بمصالح أنفسهم . فقد كان فيهم من يصلح على خشن العيش ، كأحمد بن حنبل . و كان فيهم ، من يستعمل رقيق العيش ، كسفيان الثوري ، مع ورعه ، و مالك مع تدينه ، و الشافعي مع قوة فقهه .
و لا ينبغي أن يطالب الإنسان بما يقوى عليه غيره ، فيضعف هو عنه .
فإن الإنسان أعرف بصلاح نفسه . و قد قالت رابعة : [ إن كان صلاح قلبك في الفالوذج ، فكله ] .
و لا تكون أيها السامع ممن يرى صور الزهد . فرب متنعم لا يريد التنعم و إنما يقصد المصلحة . و ليس كل بدن يقوى على الخشونة ، خصوصاً من قد لاقى الكد و أجهده الفكر ، و أمضه الفقر ، فإنه إن لم يرفق بنفسه ، ترك واجباً عليه من الرفق بها .
فهذه جملة لو شرحتها بذكر الأخبار و المنقولات لطالت ، غير أني سطرتها على عجل حين جالت في خاطري ، و الله ولي النفع برحمته

إبن الجوزى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr sarhan
- المدير العام للمنتدى -
- المدير العام للمنتدى -
amr sarhan


الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2623
بلدى بلدى : مصر
الجنس : ذكر
مزاجى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا Mlqoof
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 19229438
فريقى: : الاهلى
الأوسمه : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 5


ولا تنسى نصيبك من الدنيا Domain-116a015759

ولا تنسى نصيبك من الدنيا 11201022982

ولا تنسى نصيبك من الدنيا 01185152694


ولا تنسى نصيبك من الدنيا Domain-0e16ada912

مجموع الاوسمه:6

ولا تنسى نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولا تنسى نصيبك من الدنيا   ولا تنسى نصيبك من الدنيا Icon_minitimeالأربعاء 30 يونيو 2010, 2:35 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alpro.alafdal.net
amr sarhan
- المدير العام للمنتدى -
- المدير العام للمنتدى -
amr sarhan


الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 2623
بلدى بلدى : مصر
الجنس : ذكر
مزاجى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا Mlqoof
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 19229438
فريقى: : الاهلى
الأوسمه : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 5


ولا تنسى نصيبك من الدنيا Domain-116a015759

ولا تنسى نصيبك من الدنيا 11201022982

ولا تنسى نصيبك من الدنيا 01185152694


ولا تنسى نصيبك من الدنيا Domain-0e16ada912

مجموع الاوسمه:6

ولا تنسى نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولا تنسى نصيبك من الدنيا   ولا تنسى نصيبك من الدنيا Icon_minitimeالأحد 20 مارس 2011, 9:49 pm

مشاركه رائعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alpro.alafdal.net
جون سينا
_لاعب نشيط_
_لاعب نشيط_
جون سينا


الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 15
بلدى بلدى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 1pales10
الجنس : ذكر
مزاجى : ولا تنسى نصيبك من الدنيا 110
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 94556
فريقى: : ريال مدريد

ولا تنسى نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولا تنسى نصيبك من الدنيا   ولا تنسى نصيبك من الدنيا Icon_minitimeالأربعاء 15 يونيو 2011, 9:15 am

مشكووور على الموضوع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ولا تنسى نصيبك من الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنشودة ليه الدنيا ما ترحم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق البرو :: المنتديات العامه :: القسم الأسلامى-
انتقل الى: