لم تكن دولة الكيان الاسرائيلي في اي يوم مضى منذ نشأت في حالة قلق اكثر مما هي عليه الان ، لقد تغيرت الاوضاع الان والمشكلة التي تواجهها اسرائيل مع هذا التغير ان القادم مجهول بالنسبة اليها ، لكن ما هو آت على كل حال لا يمكن الا ان يكون سلبيا بالنسبة للكيان الاسرائيلي وليس ايجابيا ، لقد ضمنت اسرائيل من خلال الموقف المصري منذ الحرب على غزة وحتى سقوط النظام المصري مؤخرا تأمين الجبهة الغزية وعدم السماح لها بالنمو كجبهة مقاومة وان تبقى دون مستوى التهديد الذي تمثله المقاومة اللبنانية من الجبهة الشمالية ، فعندما بدأت المقاومة في غزة قيل في حينها ان اسرائيل اصبحت بين شوكتين تضرب كل منهما في خاصرة من خاصرتي الكيان الاسرائيلي شوكة المقاومة اللبنانية من الشمال وشوكة المقاومة الفلسطينية من الجنوب ، لكن الحصار الذي فرض على المقاومة الفلسطينية وساعد عليه النظام المصري الذي انتهى قلص مدى التاثير لشوكة غزة في الخاصرة الاسرائيلية ، الان وبعد ان اخذ الوضع في الشرق الاوسط يدخل ابواب مرحلة جديدة لم تعد اسرائيل قادرة على معرفة ما ستأتي به الأيام القادمة ، فاذا ما ادى هذا التغيير الى تقوية المقاومة الفلسطينية في غزة والى الحد الذي سيتمكن معه الفلسطينيون من محاكاة حزب الله في تحدي الكيان الاسرائيلي فان اسرائيل ستدخل في مرحلة انكماش وهجرة معاكسة وعد تنازلي ، خصوصا وان قوة حزب الله اصبحت مهددة فعلا للكيان الاسرائيلي ، فالعسكريون في اسرائيل اعترفوا بان ح--- الله قادر على تعطيل موانئهم ومطاراتهم وحياتهم وان ما يجب فعله هو التاكد من وجود ملاجىء حصينة في اسرائيل ، اما حسن نصرالله فقد هدد باغتيال مسؤولين اسرائيليين يوم الاربعاء 16/2/2011 وهدد بان بامكان المقاومة تحرير الجليل (شمال الكيان الاسرائيلي ) ، اسرائيل على ضوء متغيرات الشرق الاوسط وبالذات في مصر ومن يدري فقد تتحسب اسرائيل بالنسبة لدول عربية اخرى مجاورة للكيان الاسرائيلي ، وفي ظل مثل هذه الظروف وعلى الارجح ان اسرائيل ستفكر بحرب وقائية تشنها على احدى جبهتي المقاومة شمالا على المقاومة اللبنانية او جنوبا على المقاومة الغزية ، وقد تفضل اسرائيل اللجوء الى الاسهل وتحاول مرة اخرى على غزة لانهاء حكم المقاومة الاسلامية الفلسطينية هناك وتسليم الامور للسلطة الفلسطينية ، اما الجبهة اللبنانية فعلى الارجح ان اسرائيل تخطط لحرب داخلية في لبنان تشغل المقاومة وتعتقد ان تلك الحرب الاهلية ان نشبت ستضعف المقاومة .
الشيءالمؤكد ان الكيان الاسرائيلي اصبح في وضع لا يحسد عليه وان العد العكسي للهجرة المعاكسة قد بدأ في هذا الكيان وانهم ليس لديهم مخرج الان الا محاولة التخلص من القوى التي تدفع الاسرائيليين للهجرة المعاكسة خصوصا وان هذه القوى المقاومة ستكون قوتها اكبر بعد المتغيرات التي حصلت وخصوصا على الساحة المصرية .
مشكلة اسرائيل انها ستفكر بالحرب لكنها ليست متأكدة بأنها ستكسب الحرب سواء كانت باتجاه الشمال او باتجاه الجنوب ، انه وعلى الارجح الزمن الجديد ، الزمن الذي ستشهد فيه اسرائيل مرحلة التراجع والاضمحلال قبل النهاية .