لن اخوض في جدل حول الدور الوظيفي لمجلس الشعب وصلاحياته والمهام المنوط بها وفق الدستور ، فهو كلام نظري قد لا يخرج عن حيز دفتي الدستور .. كما خبرنا ذلك في دولنا .. انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ، أميل نحو فرضية انها تم فبركتها لتعكس رغبة القيادة السياسية والامنية العليا في البلد ، ليس لدعم مخطط توريثي بالمقام الاول وان كان المستفيدين من مشروع التوريث سيحققوا مزايا جمه من خلال سحق المعارضة وانتزاعها من المجلس بالتزوير وقلة المشاركة وكل سبل الترهيب التي نفذتها الحكومة لتحظي بمجلس شعب ذو اغلبية ساحقة .. ولاتكاد تسمع همس للمعارضة لكون وجودهم سيكون كالعدم تماما ..
الشواهد التي يمكن ان نرتكن عليها هي ان هناك مصالح متداخلة بين النظام الحالي وبين مخططات امريكية صهيونية لتقييد إيران ومرة اخري تحتاج امريكا لبعض الشرعية من دول اسلامية وعربية ان لزم الامر لمواجهة مسلحة مع ايران .. وهذا لن يحدث في مصر التي قد تتحول سريعا نحو الديمقراطية .. فكانت سياسة غض الطرف عن دكتاتورية مبارك بالداخل .. وكأن لايوجد أي تجاوزات .. طالما النظام المصري وافق او سيوافق علي ان يكون الحليف الاول لتنفيذ مخططات امريكية يبدو انها تلوح في الافق ..
علي صعيد الامن الداخلي بمصر ، يجب ان تدخل المعارضة بانواعها كلها وخاصة الاخوان المسلمون اما مساكنهم او يحطمنهم جنود فرعون !!. لكون سوف يكون منشغل بمهمة توكلها له امريكا والصهاينة ليس لتأمن الامن القومي المصري كما نظن ولكنها حرب بالوكالة لحماية امن إسرائيل يدفع ثمنه المصريين بارواحهم واموال العرب ايضا وباشراف ودعم امريكي الساعية لإعادة ايران لسبعينات القرن الماضي مع بدايات ثورتها الخومينية .. وايضا لتأمين اهم مصادر النفط في العالم وبالطبع لتهنأ اسرائيل بأمنها طالما لايوحد في محيطها الحيوي اي دولة لديها قدرات متنامية ومتعاظمة تهدد وجودها ..
إذن شكل المعارضة في مصر يجب ان تتقلص ، ويجب ان يكون تفرز الانتخابات نوعية جديدة من النواب الذي اغلبهم سيوافق علي خوض الحرب كأي تمثلية يقوم بها ديكتاتور وكأنه يستشير شعبه قبل اي مواجهة حربية ..
ولذلك ولسرعة التنفيذ يجب ان يكون هناك مجلس تشريعي ذو صفة اغلبية موافقة علي اي شيئ يلمح له الرئيس او المسئول الامني الرفيع – عمر سليمان !!!. طبعا في النظم الديكتاتورية والشمولية يحتاج ايضا لمن يتولي عنهم أتخاذ القرارات المصرية .. مثل الدخول في حرب .. وكأن مبارك صاحب السلام خيارنا الإستيراتيجي فقط مع اسرائيل فقط .
صمت المجتمع الدولي خاصة امريكا عن ممارسات النظام الفجة للخروج بمجلس شعب لا يعبر عن رأي الشعب ولكن رأي حاكمه ، ينبيئ بان هناك امر ما في الافق القريب لتشكيل قوة تحالف جديدة تشترك فيها مصر ويتم الموافقة باغلبية سيد قراره حتي لو انقسم الح--- الوطني علي نفسه بالمجلس فإن الاغلبية ستكون حاسمة بقيادة فتحي سرور ..
لذلك فإن ما حصدته مصر مؤخرا من انتكاسات حول غلق فضائيات ومراقبة ومنع رسائل موبايل والتضييق علي الاعلام وفبركة الانتخابات ليس وفق ما يختاره الشعب ولكنه بمحاولة هندسته عبر اعلام موجه وكأننا امام ح--- اوجد طرق عجيبة لجعل المواطن يختار مرة اخري من اذله وانهكه وامرضه وحسب بل وباغلبية تفوق 95% .. كل تلك الظواهر تصب نحو ان التوجه الحالي للنظام المصري نحو دعم حرب اقليمية قادمة بعد حصار اقتصادي مفروض حاليا علي ايران ..
وخلال تلك المرحلة .. التي سوف يجني مكاسبها آنيا ومستقبلا النظام بان يكون الثمن غض الطرف علي التوريث مستقبلا لكون تمرير هذا الملف حاليا قد يفسد مخطط اكبر لمصر-مبارك دور فيه ..ولو حدث فوضي حاليا او ثورة في مصر قد تفسد الاعدادت المخطط لها بالمنطقة ..
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، هو ما دور وموقف الشعب المصري من مثل هذكذا تصور ان تحقق ؟ ونستدرج لحرب مع دولة اسلامية رغم انها لا تمس او تهدد امننا بصورة مباشرة ولا حتي تهدد العرب .. وان كانت كافة التهديدات تأتي من إسرائيل .. خاصة بعد ان بات من الواضح دورها في تطبيق شد الاطراف لصاحبها بن جوريون في تهديد مصر مائيا عبر اثيوبيا .. ولكن لم تتحرك مصر بصورة خشنة كما تفاعلت وتحمست مع ايران !!.
ارجو لهذا السيناريو ان لا يمر ..