دار الكاتب العربيدار الشوّاف للنشر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مقدمةقصد مؤلف هذا الكتاب من وضعه بث روح النشاط و الاقدام في صدور الشبان و الشابات الذين يتلهبون شوقاً إلى أن يكون لهم في العالم شأنٌ و يطمحون إلى القبض على ناصية النجاح في أعمالهم ، و لكنهم لا يفتأون يرون من معاكسات الأحوال ، و مناورات الزمان ، ما يشعرون معه أنهم عاثروا الجد لم يُقْسَم لهم نصيبٌ في السعادة و لا كتب لهم حظ ٌفي الفلاح.و قد رأى أن خير منهج ينهجه لبلوغ هذا الغرض إنما هو إيراد أخبار الرجال المفلحين ، و إيضاح ما تذرعوا به من الوسائل للتغلب على ما اعترضهم من الصعاب ، وما قام في سبيلهم من العقاب ، حتى لانت لهم أعطاف الأمور و ألقت إليهم الرغائب مقاليدها. ووصف ما امتازوا به من الأخلاق و الصفات و ما اتبعوه من الطرق في معاملاتهم مع الناس ، و سرد ما يؤثر عنهم من النصائح و الارشادات مما يستفيد به القاريء عبرة و يسترشد به في بنيان هيكل مستقبله. و قد رأى أن الإكثار من ايراد الأمثلة على هذه الصورة خير أساس لتكوين الأخلاق ، و إن فيه من الفائدة في إيقاظ الهمم ، وتحريك العزائم ، ما ليس في ايراد الحقائق الجافة و البراهين المجردة.
و قد تعمد في ما كتبه تنبيه المرء إلى أن يكتشف ما فيه من القوى الكامنة و يستخدمها ، و لا يكثر من التأسف على الماضي و لا من التعلل بالمستقبل بل يحصر رجاءه في الزمن الحاضر و يستفيد منه ما استطاع ، و أن ينتهز كل فرصة تسنح ويصيّرها فرصة عظيمة ، وأن لا ينتظرالفرصة بل يوجدها بنفسه. و نظرَ في أمر الأحداث الذين يُصْرَفون إلى أعمال و مهن لا تتلاءم مع استعداداتهم و أميالهم الفطرية. فحرَّضهم على التخلص مما هم فيه ، والانصراف إلى ما تدفعهم إليه نزعاتهم الغريزية ، ليتمكنوا من الحصول على المراكز التي أعدَّتها لهم الطبيعة في هذا الكون. و بيَّنَ أن ليس من حدٍّ محدود للنجاح و التقدُّم في هذا العصر الذي ارتقى فيه كثيرون من أهل الجد و الاجتهاد من أحط دركات الخمول إلى أسمى مراتب النباهة و الشرف ، و أن قيمة المرء ليست بماله و لا بمركزه بل بأخلاقه و قوته الشخصية ، وأن في استطاعة المرء أن يكون غنيا و لو لم يكن ذا مال,و أن هنالك ما هو أعظم قدرا و أجل شأنا من الثروة و الرفعة وهو الأخلاق النبيلة,معززا كل ذلك بالأدلة الدامغة و الحجج البالغة .
و قد كان لكتابه هذا حين ظهوره أجلُّ وقعٍ في أوروبا و أمريكا. فكتبت إليه الملكة فيكتوريا و الرئيس مكنلي و الملك همبرت الايطالي كتبا خاصة ( رسائل ) أجزلوا له فيها الثناء و اعترفوا بفضله و حسن صنيعه ، فضلا عما ترامى إليه من رسائل التهنئة و التقريظ من عظماء الأمم و قادة الافكار في جميع أنحاء المعمور .
وقد أقبل القوم على مطالعة كتابه إقبالاً عظيماً حتى طُبع في أمريكا في السنة الأولى لصدوره اثنتي عشرة مرة. و تُرجم إلى كثير من اللغات الأجنبية وأحرز مقاما رفيعا في جميع البلدان و لا سيما في بلاد اليابان حيث عممت الحكومة تدريسه في جميع مدارسها بأصله الانكليزي و ترجمته اليابانية.و كتب أحد نواب إيطاليا ألكسندر روسي رسالة حرَّض فيها حكومته على جعل مطالعة هذا الكتاب الزامية في جميع مدارسها.
و قد حملتني الغيرة على أبناء هذا الوطن المحبوب على نقله إلى لغتنا العربية لما رأيته من افتقارهم إلى كتاب مثله يحبب إليهم و إلى النشء الجديد منهم خاصة مزايا الجد و الاقدام و الثبات ، و توخيت في ذلك المحافظة على الأصل غير مجيز لنفسي الخروج عن هذه الخطة إلا في حذف بعض فقرات و أمثلة لم ار في ايرادها فائدة كبيرة للشرقيين ، و قد أضفت إليه شيئا من اخبار عظماء العرب وأقوالهم مما له علاقة بالموضوع جاعلا ما أوردته من ذلك بين حواصر” “تمييزا له عن كلام المؤلف. فعسى الله أن يقيض به من النفع في الشرق ما قيض له في الغرب ، و يجعله من أركان النجاح لأفراد هذه الأمة انه ولي التوفيق وعليه الاتكال.
الفهرسالفصل الأولالمرء و الفرصةلا تنتظر سنوح الفرصة لك بل أوجدها
الفصل الثانيأبناء الفقرإن الحاجة هي المهماز الذي لا يعادله ثمن
الفصل الثالثالاستفادة من أوقات الفراغإذا كان رجل نابغة مثل غلادستون قد ظل كل حياته يحمل في جيبه كتيبا لئلا تفوته دقيقة من أوقات الفراغ دون أن يستفيد منها,فهل يليق بنا نحن أصحاب المواهب العادية أن ندع واسطة من الوسائط دون أن نستعملها للمحافظة على أوقاتنا الثمينة من الضياع ؟
الفصل الرابعالأحداث و الأعمال التي لا تلائم استعداداتهم و أميالهمإن من يشتغل بغير المهنة التي أعدَّته لها الطبيعة مقضي عليه بالتأخر الدائم و الفشل و إنما يكسب رزقه بضعفه بدلا من أن يكسبه بقوته
الفصل الخامسانتخاب المهنةإن موهبتك هي دعوتك و السؤال الذي يسأل في هذ العصر هو”ماذا تستطيع أن تعمل؟”و خير لك أن تعزز مركزك الخاص من أن تتطلب مركز سواك
الفصل السادسحصر القوةليكن لك غرض واحد غير متقلقل و لا تتوان في السعي إلى غايتك و لا تعمل أشياء عديدة بدون عناية بل اعمل عملا واحدا بإتقان
الفصل السابعاتيان الشيء في وقته أو فوز العجلةلا تندم على الماضي و لا تُكثر من التعلل بالمستقبل بل انتهز الوقت الحاضر و استفد منه ما استطعت
الفصل الثامنالنجاح بالآدابإن أصحاب الآداب السامية يمكنهم الاستغناء عن الثروة فكل الأبواب تفتح لهم و هم يدخلون إلى حيث شاؤو بدون مال و لا عِوض
الفصل التاسعانتصارات الحماسةليست المشاق و التعييرات و الاضطهادات و الآلام و الأسقام بشيء مذكور لدى النفس المختلجة بحماسة غالبة
الفصل العاشرالدهاء أو صحة التمييزإن البراعة لا تضاهي الدهاء.فإننا نشاهد فشلنا في كل مكان.و الدهاء هو الذي يحرز قصب السبق في مضمار هذه الحياة .
الفصل الحادي عشراحترام النفس و الثقة بهاإننا نطبع على أنفسنا قيمنا الخاصة و لا نتوقع أن نقوم بأغلى منها
الفصل الثاني عشرالأخلاق قوة إن ثروات كثيرين من كبار متمولي الأمريكان لا تعد شيئا مذكورا بجانب أخلاق كأخلاق واشنطن. فلا نجاح إلا بالأخلاق
الفصل الثالث عشرالشغف بالتدقيقإن عشرين عملا ناقصا لا توازي عملا واحدا منجزا بإتقان. و بين الإصابة التامة و ارتكاب خطإ طفيف بون شاسع
الفصل الرابع عشرتعمد الإيجازخير الكلام ما قل و دل
الفصل الخامس عشرجائزة الثبات إن العبقرية الصرفة تثب و تستعجل ثم تكل و أما الثبات فإنه يعمل بتدرج و يكسب .