قـم إلى | الصلآة | وبآدر إلـيها ..!
انكَ لو أدركتَ حكمتها أو بعضاً من حِكمِها لأيقنت أنها:
مدرسة تربّي المسلم المحافظ عليها على جملة من المعاني الراقية ..
كمعنى النظام ، وأهمية الانضباط ، وضرورة الكينونة في جماعة المسلمين ،
ودرس التخطيط للأمور ، وأهمية اليقظة ، وضرورة الصدع بدعوة الله .. وغير هذا من دروس تربوية في القمة ..!
ألا ترى مثلاً أن مواقيتها محددة سلفاً ..
وأن صفوفها منضبطة بدقة ، بحيث لو تقدم إنسان ، لم ينظر الله إلى الصف كله !
ألا ترى إلى متابعة الجميع للإمام في كل شاردة وواردة !؟
ألا ترى كيف أن أصغر طفل يقف في الصف يمكنه أن يرد على الإمام
إن هو أخطأ في آية ، أو ينبهه بالتسبيح إلى سهو وقع منه !!
ألا ترى كيف أنها في مجملها عبارة عن ذكر خالص لله سبحانه ،
من مبتدئها إلى خاتمتها ، وما بعد الصلاة من أذكار !؟
فكيف يكون ذكراً لله حقا ، من كان غافلاً فيها ساهيا عنها !!؟
ألا ترى إلى هذا النداء الذي يصدع في الآفاق بين الوقت والوقت ،
كأنما يذكر الحياة والأحياء ، بأن لهم موعداً مع ربهم سبحانه !؟
ألا ترى في هذا الصدع الدائم بقوة ، درس واضح إلى ضرورة الصدع بدعوة الله ؟!
أليست هذه المآذن المنتصبة كالراية ، دعوة صريحة إلى أن يكون المسلم
متميزاً تميزها بين المباني المحيطة بها ، شامخاً شموخها !؟
فإذا أقبلت عليها ، فاحرص أن تستفيدَ من معانيها ، وتقتنص دروسها ،
وتتشبع بعبرها وعظاتها ..!
فلقد جعل الله سبحانه لكل شيءٍ سببا ، فعليك أن تبذل جهدك ،
ومن الله سبحانه الرزق والفتح والعون والمدد .. وبالله التوفيق